بســـــــــــــــم الله الرحــــــــــــــمن الرحيم
نستعينه ونستغفره ونتوب اليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , واللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ,,, اما بعد ..
اليهود والنصارى بيزعموا إن موسى هو صاحب الاسفار الخمسة , القس سويجارت بيقول : " ونحن نعتقد أن موسى كتب ما يسمى بالأسفار الخمسة ، تلك الكتب الخمسة الأولى باستثناء الترانيم القليلة ، وسفر التثنية ، وربما يكون قد كتب هذا أيضاً ، لأننا نعلم ..أن للرب من القدرة ، بحيث يوحي إلى موسى بالضبط الكيفية التي يموت بها ، ويوحي إليه بدقة الهيئة التي يكون عليها جنازته ، وهذا ليس بمعضل على الرب".
طبعا مافيش اى دليل بيؤكد الزعم ده , غير الى ذكرته النصوص التوراتية والإنجيلية.
لكن لما نرجع للأسفار دى , بيتبينلنا انها اتكتبت بعد موسى عليه السلام بوقت طويل , و إليكم بعض الأدلة على ذلك:-
قصر توراة موسى بالنسبة للتوراة الحالية :
- أسفار العهد القديم اتكلمت عن توراة موسى , ومنه الى جه فى سفر التثنية : " وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بين لاوي حاملي تابوت عهد الرب " ( التثنية 31/9 - 10 ) وكان المفروض ان نهاية التوراة تكون هنا, بس الى شفناه انه جه بعديها ثلاث اصحاحات, والمفروض ان التوراة خلاص اتسلمت لكهنة بنى لاوى زى ما بيقول النص.
- توراة موسى عليه الصلاة والسلام قصيرة , فيما ألأسفار المنسوبة اليه تبلغ 400 صفحة , والى كتبه موسى عليه الصلاة والسلام قصير جداً بالنسبة للأسفار الخمسة دى , لو رجعنا ( للتثنية 31/9-12) هنلاقى ان موسى عليه الصلاة والسلام أمر بجمع بنى إسرائيل نساءً وأطفالاً ورجالاً بل وحتى الغريب الى بيمر فى أرضهم , أمر بجمعهم كل سبع سنين فى عيد المظال علشان تتقرى عليهم التوراة.
- برضه من الدلأئل على قصر توراة موسى عليه الصلاة والسلام, انه أمر بكتابتها على جدران المذبح " فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة ، وتشيدها بالشيد ، وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس ....وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشاً جيداً " ( التثنية 27/2 - 8 )والى عمل بالوصية دى خليفة موسى عليه الصلاة والسلام وهو يوشع , فكتبها على حجارة المذبح.
وبعد إتمام البناء قرأ يوشع التوراة على الجموع وهما بيسمعوا ليه " كتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى ... بعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة .. لم تكن كلمة في كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل النساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم " ( يشوع 8/32 - 35 ) .
تناقض سفر يشوع مع الأسفار الخمسة :
واللى يؤكد ان الاسفار الخمسة دى مش هى التوراة الى كتبها موسى عليه الصلاة والسلام : إن يوشع خالف الى جه فى الاسفار الخمسة دى, ولو كان يعرفها أو يعتقد إنها صادقة مكانش خالفها, فإما سفر يوشع مزور , او الاسفار الخمسة لا تصح انها تنسب الى موسى عليه الصلاة والسلام.
والبيان بتاع المسألة دى إن موسى عليه الصلاة والسلام قال: " كلمني الرب قائلاً : أنت مار بتخم مؤاب بعار ، فمتى اقتربت إلى اتجاه بني عمون لا تعادوهم ، ولا تهجموا عليهم ، لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثاً، لأني لبني لوط قد أعطيتهم ميراثاً " ( التثنية 2/16 - 20 )فده كان أمر الله فى حق أرض عمون.
بس يوشع فى سفره بينسب لموسى عليه الصلاة والسلام أنه قسم أرض بنى عمون, " وأعطى موسى لسبط جاد بني جاد حسب عشائرهم ، فكان تخمهم بعزير ، وكل مدن جلعاد ، ونصف أرض بني عمون إلى عير ، وعير التي هي أمام ربّة ... هذا نصيب بني جاد " ( يشوع 13/24 - 28 ).
فلو كانت الأسفار دى هى توراة موسى , مكانش يوشع نسب لموسى عليه الصلاة والسلام المخالفة الصريحة دى.