هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرجاء ( الجزء الاول )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ صقر
عضو
عضو



عدد الرسائل : 68
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجاء   (  الجزء الاول ) Empty
مُساهمةموضوع: الرجاء ( الجزء الاول )   الرجاء   (  الجزء الاول ) Icon_minitime2008-02-05, 10:55 pm

الرجاء


الرجاء اصطلاحاً : تأمل الخير وقرب وقوعه . وتغلق القلب بمحبوبه .

الرجاء : قال ابن القيم رحمه الله : الرجاء هو النظر الى سغة رحمة الله .

* وقيل : هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى .

* وقيل : هو الثقة بجود الرب .

* وقال الراغب : الرجاء ظن يقتضى حصول ما فيه مَسرةٌ .

* وقال المناوى : الرجاء ترقب الإنتفاع بما تقدم له سببٌ ما .

* وقيل : هو الاستبشار بفضل وجود الرب تبارك وتعالى ز والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه .



* وقال الشيخ صالح المنجد . الرجاء : هو ارتياح لانتظار ما هو محبوب عند الإنسان ، لكن هذا يكون لشيء متوقع له سبب فإن لم يوجد له سبب صار تمنياً لأن الإنسان إذا انتظر شيء بدون سبب لا يسمّى راجياً بل متمنياً..!

وأما ماله سبب وينتظر الإنسان محبوباً بسبب عمله هذا هو الرجاء.

فالرجاء هو الاستبشار بجود الله وفضل الرب تعالى والارتياح لمطالعة كرمه ومنّته وهو الثقة بجود الرب وهو حادٍ يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب (الجنة) .

ولابد من التفريق بين الرجاء والتمنّي..

* الرجاء هو : ـ

حاله كحال رجل شق الأرض وسواها وبذرها وحرثها وتعهدها بالسقيا والماء وأبعد عنها الآفات وقعد ينتظر حصول الثمرة ونماء الزرع فهذا صاحب رجاء. فهو يرجو رحمة الله وثوابه بعد بذل الأسباب

* التمني هو :

ليس رجاء شرعياً.. يكون مع الكسل..، فلا يسلك صاحبه طريق الجد والاجتهاد ولا يبذل جهداً ولا توكلاً فهذا حال من يتمنى أن ينبت زرع بدون أن يبذل ، وصاحبه مفلس..



( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزّ به ) ليس الإيمان بالتمنّي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل الحسن.

والرجاء ضروري للسائر إلى الله والعابد لو فارقه لحظة تلف أو كاد يتلف لأن المسلم يدور ما بين ذنب يرجو غفرانه، وعيب يرجو إصلاحه، وعمل صالح يرجو قبوله، واستقامة يرجو حصولها و ثباتها، وقرب من الله يرجو الوصول إليه، لذلك كان الرجاء من أقوى الأسباب التي تعين المرء على السير إلى ربه والثبات على الدين ، وهذا زمن الفتن والشهوات والمحن والشبهات.

* معنى الرجاء فى القرآن الكريم




ورد معنى الرجاء فى القرآن الكريم على ستة اوجه :

الأول : بمعنى الخوف :

ـ قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف / 110 .

ـ قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب 21 .

ـ قال تعالى ( َقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) الممتحنة / 6 .

ـ قال تعالى : ( مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) نوح / 13 , والمعنى : ما لكم لا تخافون من الله .

ـ وقال تعالى ( من كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) العنكبوت / 5

ـ وكذلك بمعنى خوف العقاب والطمع فى الثواب . قال الله تعالى (َ إنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ) يونس / 6 /7 .

ـ ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) يونس / 11.

ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا ) الفرقان / 21 .



الثانى : بمعنى الطمع :

ـ قال تعالى ( ُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) الاسراء / 57.

ـ ( انَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) البقرة 218.

ـ قال تعالى ( وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء / 104.



الثالث : بمعنى توقع الثواب :

ـ قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) فاطر / 29 .

ـ قال تعالى ( َإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا ) الأسراء / 28 .

ـ قال تغالى ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) العنكبوت / 5 .

ـ قال تعالى( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) الزمر / 5 .



الرابع : بمعنى الترف :

ـ قال تعالى ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) الحاقة / 17 .



الخامس : بمعنى الرجاء المهموز :

ـ قال تعالى ( قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ) الأعراف / 111.



السادس : بمعنى الترك والتأخير :

ـ قال تعالى ( تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ) الاحزاب / 51 . المعن للآية بمعنى الترك.

ـ وبمعنى التأخير. قال تعالى ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

) التؤبة / 106 .

* ذكر الرجاء فى السنة


* وقد روى فى صحيح البخارى

ـ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لِبِلالٍ عِنْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ يَا بِلالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ) فتح البارى 3/ 1149 .



* ورُوى فى الترمزى بإسناد جيد , عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ ) الترمزى 983 . قال النووى حديث جيد .



* زوى فى البخارى . عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ) 2438 البخارى 9 / 101



* روى فى سنن الترمزى عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) 3463 الترمزى حديث حسن . رياض الصالحين 1798 . الطبرى .

حقيقة الرجاء


* يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : الرجاء هو عبودية وتعلق بالله من حيث اسمه : البرُ المحسنُ فذلك التعلق و التعبد بهذا الإسم , والمعرفة بالله هو الذى أوجب للعبد الرجاء الرجاء من حيث يدرى ومن حيث لا يدرى .فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله وأسمائه وصفاته , وغلبة رحمته غضبه ولولا روح الرجاء لعطلت عبُودية القلب والجوارح , وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً . بل لولا روح الرجاء اما نحركت الجوارح بالطاعة , ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الأعمال فى بحر الإرادات . ولى من الابيات :
لولا التعلق بالرجاء تقتعتُ *** نفس المُحب تحسراً وتمزقاً
لولا الرجاء يحدو المطى لما سرت *** بحمولها بديارها ترجوا اللقا


فتأمل هذا الموضع حق التأمل يُطلعك على أسرار عظيمة من أسرار العبودية والمحبة , فكل محبة مصحوبة بالخوف والرجاء وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفة ورجائه , ولكن خوف المحب لا يصحبه وحشه . بخلاف خوف المسئ . ورجاء المحب لا يصحبه علة بخلاف رجاء الأجير . وأين رجاء المحب من رجاء الأجير وبينهما كما بين حاليهما ؟ . ( مدارك السالكين 1 / 43 ـ 43 )



* قال الحافظ بن حجر فى فتح البارى :

المقصود من الرجاء أن من وقع منه تقصير فليحسن ظنه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه ، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها ، وأما من انهمك على المعصية راجيا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا في غرور ، وما أحسن قول أبي عثمان الجيزي : من علامة السعادة أن تطيع ، وتخاف أن لا تقبل . ومن علامة الشقاء أن تعصي ، وترجو أن تنجو .

ـ وقد أخرج ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن أبيه " عن عائشة قلت : يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهو الذي يسرق ويزني ؟ قال : لا ، ولكنه الذي يصوم ويتصدق ويصلي ويخاف أن لا يقبله منه " وهذا كله متفق على استحبابه في حالة الصحة ، وقيل الأول أن يكون الخوف في الصحة أكثر وفي المرض عكسه ، وأما عند الإشراف على الموت فاستحب قوم الاقتصار على الرجاء لما يتضمن من الافتقار إلى الله تعالى ، ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذر فيتعين حسن الظن بالله برجاء عفوه ومغفرته ، ويؤيده حديث " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله "



ـ يقول الإمام الغزالى . رحمة الله تعالى . فى الاحياء :

اعلم أن الرجاء من جملة مقامات السالكين وأحوال الطالبين، وإنما يسمى الوصف مقاماً إذا ثبت وأقام، وإنما يسمى حالاً إذا كان عارضاً سريع الزوال، وكما أن الصفرة تنقسم إلى ثابتة كصفرة الذهب، وإلى سريعة الزوال كصفرة الوجل، وإلى ما هو بينهما كصفرة المريض، فكذلك صفات القلب تنقسم هذه الأقسام، فالذي هو غير ثابت يسمى حالاً لأنه يحول على القرب وهذا جار في كل وصف من أوصاف القلب . ( إحياء علوم الدين 3 / 245 )

الرجاء اصطلاحاً : تأمل الخير وقرب وقوعه . وتغلق القلب بمحبوبه .


الرجاء : قال ابن القيم رحمه الله : الرجاء هو النظر الى سغة رحمة الله .

* وقيل : هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى .

* وقيل : هو الثقة بجود الرب .

* وقال الراغب : الرجاء ظن يقتضى حصول ما فيه مَسرةٌ .

* وقال المناوى : الرجاء ترقب الإنتفاع بما تقدم له سببٌ ما .

* وقيل : هو الاستبشار بفضل وجود الرب تبارك وتعالى ز والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه .



* وقال الشيخ صالح المنجد . الرجاء : هو ارتياح لانتظار ما هو محبوب عند الإنسان ، لكن هذا يكون لشيء متوقع له سبب فإن لم يوجد له سبب صار تمنياً لأن الإنسان إذا انتظر شيء بدون سبب لا يسمّى راجياً بل متمنياً..!

وأما ماله سبب وينتظر الإنسان محبوباً بسبب عمله هذا هو الرجاء.

فالرجاء هو الاستبشار بجود الله وفضل الرب تعالى والارتياح لمطالعة كرمه ومنّته وهو الثقة بجود الرب وهو حادٍ يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب (الجنة) .

ولابد من التفريق بين الرجاء والتمنّي..

* الرجاء هو : ـ

حاله كحال رجل شق الأرض وسواها وبذرها وحرثها وتعهدها بالسقيا والماء وأبعد عنها الآفات وقعد ينتظر حصول الثمرة ونماء الزرع فهذا صاحب رجاء. فهو يرجو رحمة الله وثوابه بعد بذل الأسباب

* التمني هو :

ليس رجاء شرعياً.. يكون مع الكسل..، فلا يسلك صاحبه طريق الجد والاجتهاد ولا يبذل جهداً ولا توكلاً فهذا حال من يتمنى أن ينبت زرع بدون أن يبذل ، وصاحبه مفلس..



( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزّ به ) ليس الإيمان بالتمنّي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل الحسن.

والرجاء ضروري للسائر إلى الله والعابد لو فارقه لحظة تلف أو كاد يتلف لأن المسلم يدور ما بين ذنب يرجو غفرانه، وعيب يرجو إصلاحه، وعمل صالح يرجو قبوله، واستقامة يرجو حصولها و ثباتها، وقرب من الله يرجو الوصول إليه، لذلك كان الرجاء من أقوى الأسباب التي تعين المرء على السير إلى ربه والثبات على الدين ، وهذا زمن الفتن والشهوات والمحن والشبهات.

وللحديث بقية ان شاء الله الفقير الى ربه / الشيخ صقر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرجاء ( الجزء الاول )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ركن الاسلاميات :: رقائق ومواعظ-
انتقل الى: