بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخواني هذه قصة حقيقيه ..أنا لا أقول لكم سمعتها ..أو حدثني بها فلان ..كلا والله ..بل هي قصة قطعت قلوب كل من قرأها ..باختصار أحبتي ..سأرويها لكم ..هذه القصة وقعت لإبنت عمتي ..كانت فتاة شابة يافعه ..قد زينها الله كما يحب ويرضى من جمال وأخلاق وأدب وحياء ..كانت مثلا لذالك كله ..كانت رحمها الله في آخر سنة للجامعه بقسم الرياضيات بالرياض ..متفوقه وخدومه ....
الخ ..فقد أودع اله فيها كل مايتمناه الأب في ابنته ..وكانت أول سنة يسكنون بها في الرياض عند أخوالنا أي أعمامي ..وهم في الرياض ..كانوا قبل يسكنون في مدينة شمال السعوديه لظروف عمل أبيهم ..وترعرعوا بعرعرمنذ نعومة أظفارهم (أي هند واهلها)كانوا يحبون مدينتهم كثيرا ..ولقد قمنا مرة بزيارتهم في بيتهم ....فرأت أختي غرفت هند ..تقول أختي كانت هند تقول ..(إن شاء الله انه تصيرلي غرفه بروحي علشان أفتك من عفست خواتي )..فلقد والله كانت غرفتها صغيرة جدا وينام معها بعض أخواتها..وعندما مرت على زيارتنا لهم كم سنه ..أتنقلت عمتي (امها)إلى الرياض وشتروا لهم بيتا هناك ..ليس والله بيتا بل فله جميله بكل بكل معانيها ..وعندما زرناهم مرة بالرياض سألتهم عن أوضاع الرياض هل أعجبتهم ..فقالوا ..لا والله يازين عرعر ..جيرانا هناك كأنهم أخوانا ..بس هنا الناس متقاطعين ..ولفت إنباه أختي أن هند لبست عبائتها للخروج مع جدتي وكانت تلبس عباء ..من يراها لا يقول هذه شابة من هذا العصر ..فوالله إنها أرتدت العباء وسترت بها كل قطعة من جسدها ..فلا تكاد ترى شيئا من ذالك الحسن..وعلمت أن عمتي غفر الله لها أنها كانت ترتدي عباءة الكتف ..فعجبت لهما فشتان سبحان الله بينهما ..وكما أني اسغربت ذالك ..لأأني كنت أعلمأن بنات عمتي هذه كانوا يستهينون باللبس ..ويلبسون ملابس لا ترضي الله ..وذات يوم ذهبنا إلى بيت عمتي الجديد هذا ..فسبحان الله من رأى بيتهم ذاك لايصدق أنهم سيسكنون هذا ..وتقول أختي أن هند كانت لها غرفت كبيرة جدا لها وحدها وكان سريرها كبير جداجدا
فقلت سبحان الله هاقد رزقها الله أمنيتها بعد أن هداها والله الحمد والمنه على كل حال..وكان في غرفتها كل ماتمنته من كمبيوتر و.....الخ،،
المهم أن هند بعد أشهر عديدة من سكناهم ..مالبثت أن أحست بألم في رأسها ..وتوالت الزيارة للمستشفى الأطباء وال...وال...وأخير أكتشف أن بها سرطان في الرأس ..أعاذني الله وايكم أحبتي منه ..ولم يمهلها المرض طويلا ..بل خمسة شهور أو أقل ..ثم انتقلت رحمها الله إلى جوار ربها ..نعم ..رحلت ..لكن ليس كأي رحيل ..أخواتها في حياتها ..لم تكن أحوالهم كحالها ..لم تستطع أن تؤثر فيهم في حياتها ..لكنها أثرت فيهم بعد رحيلها..رحمها الله ..والله يقول لي أبي ..إنها ذوت ..ثم ذوت وذبلت حتى أصبحت كالعجوز فلقد كان أبي يزورها ويتردد عليها دائما ..لحبه لها ..يقول كوب الماء (القزاز)..والله أنه يدخل في ظهرها فلقد تآكل العظم الفقري عندها ..رحمها الله تعالى نعم رحلت ورحلت في تاريخ(10/5/1424)ه..والله ثم والله العجيب من هذا أناها توفيت في ليلة زفاف خالتها التي تحبها كثيرا ..ولم يعلم بذالك أحدحتى بعد الغداء من اليوم الثاني نشر الخبر بعد أن قام أخوانها بدفنها البارحه وقد طلبوا من الأهل أن يذهبوا معهم للصلاة على أختهم ..بالله عليكم أخوتي أما تقطع القلب ..والعجيب الاعجب من هذا أني لم أرى في حياتي صبرا كصبر أماه ..كانوا الناس يبكون وهي تحاول أن تهديهم ..,تطمئنهم ..فلها الحق والله فبنتها ذهبت لتزف في الجنة أن شاء الله ..فلقد توفيت وهي مخطوبه على أمل الزواج ..ولكنها كفنت بكفنها الأبيض فبل أن تلبس فستانها الأبيض ..ودفنوها قبل أن يزفوها..ولكنها على خير خال أنشاء الله فأخوانها واخواتها ووالدتها كانوا يرونها في منامهم بأنها تبشرهم بأناه أسعد حال ..وتقول لهم ..(قولوا لأمي إني مستانسه ومبسوطهوحالي ألحين أحسن نت حالي في الدنيا )الله أكبر ..كيف لها أن لاتسعد وهي في جوار ربها :
جاورت أعدائي وجاورت ربها ....شتان بين جوارها وجواري
ورأوها مرة وهي تقول لهم ..(والله يأختي فلانه ..أن النار مامستني وخزة ابره) الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر ..اللهم إن كان حالها على خير فأتبعنا بها واجعل قبورنا من خير منازلنا ...
وأختم سيرتها العطرة بهذ الرؤيا ..أن عمتي ولله الحمد فقد هداها الله وهدى بناتها وابنائها كلهم بعد رحيل أختهم ..يرجون بذالك أن يجمعهم الله وإياه في الفردوس الأعلى ..أخبرتني عمتي أنها رأت فيما يرى النائم ..رؤيا كانت هند رحمها الله تخاطب أمها فيها وتوصيها ..فلما فسرت عمتي رؤياها ..قال لها الشيخ -زبدة ماقاله-خذي كتابتا بنتك واعطيها لولد أخوك اخوك ..الذي هو أنا -الرحيل - لعل اللهأن ينفع بها ..فلما أوصلتي عمتي كتاباتها وجدها محاضرة بل كلمات من قلب صادق ..فعلمت اناها تريدني ان أنشرها .. والله الحمد فلقد نشرتها ووجد منها قبولا مؤثرا جدا جدا ..وقد تاب عليها الكثير وجدد توبته عليها الكثير فكم من عين فاضت وقلب تقطع خصوصا بعد علمهم عن قصتها ..وقد دخلت فيها مسابقة على جائزة الأمير محمد بن فهد وفزت فيها بأجمل القاء ولله الحمد وتنقلت بين المدن برفقة مدرستي لكي ألقيها ولي الآن سنه وللله الحمد ومازلت الكثير متأثرا بها ..وخناما ..أنا ماكتبت هذه الكلمات الطويل أخوتي لأسليكم أو لأشارك بوضوع لأجل أن أشتهر به ..ولكنها واله محبة صادقة ونية خالصة لله تعالى ان شاء الله ..وقبل أن أكتب لكم محاضرتها ..أود أن أخبركم ..بأن وقبل شهر تقريبا حضرت زواج أختها التي تصغرها سنا وكان في تاريخ(6/5/1425)ه فيا سبحان علام الغيرب ....
وإليكم أحبتي محاضرة هند الرحومه كما كتيتها رحمه الله ..
مذكرات موفيه..
موعظة بعنوان..إلى متى هذه الغفلة؟؟؟