بســـــم الله الرحمـــــــــــن الرحـــــــيم
الحمد لله رب العالمين ، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين ،وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين ،واله وصحبه أجمعين ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
حياكم الله اخوانى واخواتى فى الله , ومرحبا بضيوفنا الكرام
يتسائل اصدقائنا الغير المسلمين عن سبب تحريم الإسلام للذهب والحرير على الرجال ظانين ان الإسلام يأمر بالتخلف والرجعية وعدم الأنفتاح على معاصرات الحياة.
الرد على الشبهة :
اول حاجة احب اقول للى بيقرا كلامى من ضيوفنا الكرام يحط مبدأ فى دماغه لازم يمشى عليه : بإن الحياة المعاصرة والانفتاح عمرها ما كانت لا باللبس ولا لتختم ولا مظاهر الترف , بل هى بالعلم والعمل وهو ده الى حث عليه الإسلام ( العلم - العمل ) يبقى القول بإن الإسلام يأمر بالتخلف والرجعية بسبب إنه حرم الحرير والذهب على الرجال فده قول فاسد من أوله لاخره .
القول بتحريم لبس الحرير والتختم بالذهب للرجال فى الإسلام بيعتمد على العديد من المرويات عن النبى صلى الله عليه وسلم , وذهب إلى ذلك جمهور العلماء , ووجهة نظرهم بتتلخص فى إن من طبيعة الرجل الصلابة والقوة , والإسلام عايز إن الرجال يتربوا بعيد عن مظاهر الضعف - وبرضه بعيد عن مظاهر الترف إللى بيحاربه الإسلام ويعده مظهر من مظاهر الظلم الإجتماعى , وده علشان يكون الرجل قادر على الكفاح والإنتصار فى معارك الحياة وميادين القتال برضه لو إقتضى الأمر , ولما كان التختم بالذهب ولبس الحرير مظهرين من مظاهر الترف فالإسلام حرمهم على الرجال , لكن أباحهم للمرأة مراعاة لمقتضى أنوثتها وإللى اتفطرت عليه من حب للزينة . ( راجع الحلال والحرام فى الإسلام للدكتور القرضاوى ص 80 وما بعدها - الدوحة - قطر 1970)
وعلى الرغم من التحريم , فلو كان فى ضرورة صحية بتقتضى بلبس الرجل للحرير فالإسلام بيبيح كدة وميمنعوش , فالإسلام دين يسر وليس دين عسر , فالنبى صلى الله عليه وسلم أذن لكل من عبد الرحمن بن عوف , والزبير بن العوام فى لبس الحرير لأنهم كانوا بيشكوا من حكة فى جسمهم . ( راجع نيل الأوطار للشوكانى ج 2 - ص 81 - دار الجبل - بيروت 1973 م ).
ده بالنسبة للحرير , أما الذهب فقد ورد النهى عنه زى ما جاء فى حديث البراء بن عازب رضى الله عنه وأرضاه : " ونهانا عن التختم بالذهب " متفق عليه.
والنهى خاص بالرجال بس , لحديث إن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى لذهب والحرير : " إن هذين حرام على ذكور أمتى حل لإناثهم ". رواه إبن ماجة وصححه الألبانى .
وميجوزش استعمال الذهب للرجال إلا فى حالة الضرورة والعلاج زى ما جه فى قصة عرفجة بن سعد رضى الله : " عن عرفجة بن سعد رضى الله عنه لما قطعت أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من ورق فضة فأنتن عليه فأمره صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب " رواه أبو داوود . فده من باب العلاج مش من باب الحلية والزينة.
والله اعلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين