بســــــــم الله الرحـــــــــــمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وبعد ...
حيا الله إخوانى وأخواتى الكرام ,,
بصراحة إللى دفعنى إنى اكتب الموضوع ده , انتشار رسائل التربية الدينية , إللى مبتحتويش إلا على إجبار الأطفال على حفظ القرآن وعلى الصلاة , أنا معاكم إن حفظ الطفل للقرآن والمواظبة على الصلاة شىء لا جدال فيه , لكن الكتابات والرسائل الدينية إللى بنشوفها مبتعبرش إلا عن إن الدين عند ناس كتيرة مسألة شكلية أو إجرائية بتقوم فيه بشوية حركات وتقول بعض الكلمات فتبقى فى الجنة , وقليل أوى من الناس بيركز على إن الدين علاقة بين العبد وربه , العلاقة دى بتحتاج الكثير الكثير علشان تنميها , بس الكتير ده ليس سوى ما يحتاجه الإنسان السوي علشان يعيش حياة هنيئة طيبة بنفس مطمئنة .
وكتابتى للموضوع ده مافهوش أى فضل منى بل الفضل كله يرجع لله سبحانه وتعالى , وهى دى الحقيقة فى كل إللى انا بكتبه , ومش كدة وبس أنما كنت عايز إنى اقول كدة فى البداية علشان ارجع الفضل لمن له الفضل حقاً.
أولاً عايزين نعرف إيه هو الهدف من الدين علشان نعرف إيه إللى مفروض يوصل لأبنائنا .
الدين هو طريقة الحياة إللى بتناسبنا , وإللى أنزلها لنا خالقنا سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم , وإللى حولها بشكل عملى نبينا صلى الله عليه وسلم فى سنته الطاهرة الشريفة , وبرضه كانت الطريقة دى موجودة فى الكتب السابقة التى انزلها الله سبحانه وتعالى ( الانجيل والتوراة الاصليين ) إللى كل إللى انزله الله فيها كانت للمرحلة أو الزمن إللى نزل فيه التوراة أو الانجيل , لكن القرآن جه علشان يناسب جميع الأزمان وجميع الناس من بعد عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , وهو خاتم الأنبياء والمرسلين , علشان كدة فالقرآن فى مفهوم العامة هو " آخر حاجة نزلت للبنى آدمين علشان يعلمهم يعيشوا إزاى ".
علشان كدة الدين مش إجرائات شكلية , لكن اسلوب حياة عن قناعة داخلية وإيمان بالغيب.
لما نيجى نشوف الطفل , بنلاقى إن أول شىء بيشعر بيه هو الخوف , فبيبوح لأمه بخوفه فى أى موقف , فلما ييجى مثلا الأبن يشتكى لابوه وامه , او البنت تشتكى لابوها وامها عن خوفهم فى موقف معين , يبقى المفروض ان الاب والام يحضرو رد دينى مقنع زى مثلاً : " ليه بتخاف لما بنغيب عنك؟ احنا منملكش ليك شىء واحنا معاك , احنا اصلا منملكش إن احنا نحفظ نفسنا من أى سوء , إنما هو الله وحده سبحانه وتعالى إللى بيحفظنا سواء كنا معاك او كنت وحدك . " وعلموهم مثلاً دعاء خلوهم يقولوه لو خافوا : " بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم " . لأن الله مخليلكم حرس من الملائكة بيمنعوا أى آذى عنكم , وده مش خيال , لا علشان الله فال فى كتابه الحكيم :" لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ... ) سورة الرعد آية:11 .
كطفل لو قلتلوله الكلام ده هيحس فعلا بلأمان وكل ما ييجى يخاف هيفتكر الله سبحانه وتعالى فهيذهب عنه الخوف .
علشان كدة مسألة إن الطفل يشعر بلأمان وإنه يستقر الأمان ده من الله سبحانه وتعالى , شىء فى غاية الأهمية , بعديه تيجى مسألة الدعاء , زى مثلا ييجى الطفل يطلب حاجة , قتقوله : " أنا مش فى إيديا أعملك إللى انت عايزه , إنما إدعى ربنا إنه ييسرها , فهو الوحيد إللى بيملك الموضوع ده ." وكل الناس الى قالت الكلام ده ربنا مخذلهاش مع ولادهم ابداً , فكل ما يطلبوا شىء من الله بيلاقوه إتحقق , فإن شاء الله لما الطلب بتاع الطفل يتحقق وقتها تلفت نظر الطفل إن الله إستجاب لدعئهم وحققلهم إللى نفسهم فيه , وده أمر مهم جداً , لإن من حيل الشيطان إنه ينسى العبد إنه دعا من الأصل لما الله يستجيب لدعائه , او يخليه يعتقد إنها صدفة , فالشيطان بيعمل أى شىء علشان يزعزع إيمانك , أوعلشان ميثبتش فى قلبك إنك بتدعى ربنا وربنا بيستجيب فترتبط بيه سبحانه ويقوى إيمانك فميقدرش عليك بعدها .
الكلمات دى , سواء عن الخوف او الدعاء , الطفل مبيخدهاش بالسطحية زى إللى بياخد بها شخص بالغ , لأن الطفل على الفطرة , وماتغلغلتش جواه طباع تمنع الكبير عن الفهم , فبيكون ذهنه صافى وعلى إستعداد فطرى للوصول إلى الله , وبيحتاج منك بس إنك ترشده .
وكلامى مش هيخرج برة سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , لما نصح غلام فقاله : " عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال : (يا غلام، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي وقال :"حديث حسن صحيح ".
كنت فى مرة بدردش مع اخ ليا نحسبه على خير ولا نزكيه على الله متزوج وعنده إبن , قاللى على موقف حصل من إبنه جميل جداً إللى حصل إن الأخ بيقوللى : " فى يوم جه إبنى قاللى حاجة ثبتنى بيها ومعرفتش ارد لو إن الله ثبتنى , فقاللى " هل الله يحبنا؟ " فقلتله " طبعاً " , قاللى " طيب ليه بيخلينا نقع على الرض ونتعور ونتألم؟ " , قلت له " لأنه بيحب إنه يسمعنا وإحنا بنقوله الحمد لله بعدها " ومن الوقت ده بقى كل ما يتذكر إصابته يقول الحمد لله وميعيطش , لغاية ما جه يوم وانا فى البيت اصبت إصابة شديدة , خليتنى اسكت تماماً , فجه إبنى بسرعة علشان يفكرنى إنى اقول الحمد لله , فبقى هو إللى بيعلمنى وبيذكرنى .
سبحان الله !!
الحوارات دى وحوارات تانية كتير سمعتها من اخوة ليا عندهم أولاد فى سن ما بين ثلاثة إلى خمس سنوات , لغاية ما الله بقى جوة الأولاد دول , فى قلوبهم وفى كيانهم , وبقيت اسمع اخبار عنهم من إخوانى إنهم بيتفكرو فى أحداث الدنيا وبيربطوها برب العالمين , بشكل من الصعب إنه ييجى على بال ناس كتيرة من البالغين , بس زرع المفهوم ده من الصغر بيخلى عند الطفل يقين عالى جداً فى الله وإحساسه إن ربنا بيراقبه فى كل وقت , وبرضه بيحس فى إن مصلحته فى إنه يتقرب من الله سبحانه وتعالى ليحفظه ويعطيه , فبيبقى الطفل حريص على الطاعات من غير رقابة شديدة من الأهل , لأن الرقيب دلوقتى بقى الله إللى هو موجود فى كل وقت , مش الأهل إللى ممكن إنه يتخفى منهم .
برضه من المهم إن إحنا نعلم الأبناء مكائد الشيطان , ونعلمهم إزى الشيطان بيجذبهم وبيزين ليهم عمل شىء بيغضب الله ثم بيغضب برضه الأهل , بس هو بيحب ( الشيطان ) إنه يشوفنا على طول فى ضرر , فبيزينلنا الخبيث وبيحطلنا المبررات والحجج ويفرق بيننا وبين الطيب إللى بيرضى الله مع إنه فى واقعه سهل , وإزاى إن فكرة مشبوهة نفكر فيها وتتبادر فى أذهاننا , المفروض إن إحنا نتبعها بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم علشان نتخلص منه ومنها ( الشيطان والفكرة ).
برضه من الأشياء المفيدة إللى بتثرى فكر الطفل , وبتديه نظرة مختلفة عن ناس كتيرة مننا للحياة إللى حواليه , هى تدريبه على رؤية نعم الله , بمعنى إنه لو جاتله حاجة بيتمناها , بنخليه يفهم إن الله أنعم عليه بيها , وإنه لازم أن هو يحمده . ولو مرض نخليه يحس بنعمة الصحة علشان يحسن ستغلالها لو عادت إليه إن شاء الله , برضه المفروض إن احنا نعلمه إن تثبيت النعمة بتيجى بشكرها , وشكرها يعنى إن احنا عارفين من جوانا إن الله سبحانه وتعالى هو إللى وهبها لينا , مش قدرتنا , وإننا نستخدم النعمة دى فى اللى يرضى ربنا مش إللى يغضبه.
برضه لازم إننا نعمل بعض أعمال الخير أدام أولادنا , ونشرح لهم ليه عملنا كدة , على سبيل المثال خرجنا من البيت وشفنا واحد من الجيران وماعهوش عربية , فأخذناه معانا لأقرب مكان ليه , فنقول للابناء بعد الجار ده ما ينزل من العربية ليه إحنا ساعدناه وإمتى نعمل كدة وإمتى منعملش , وإيه هو الأجر إللى بيكافئنا بيه الله على العمل ده.
ومن الأمثلة التانية إن احنا مثلا نساعد بعض القرباء سواء مادياً أو معنوياً , أو نديهم الصدقات , كل ده المفروض إنه يتعمل أدام الأبناء مع الشرح , لإن دى اسرع الطرق لاستقامة الفكرة فى أذهان الأطفال دول , سواء فكرة عمل الخير أو إنتظار الأجر من الله.
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . بمعنى لو أنا مثلاً متزوج وعندى إبن , وإبنى جه من المدرسة ويقوللى إن صاحبه بيقوله حاجة والحاجة دى غلط , هنا فى فرصة سانحة ادامى ازرع فيه مفهوم الأمربالمعروف والنهى عن المنكر بشكل بسيط زى مثلاً أقوله : " لو شفت خطا فلازم تقول لصاحبك عليه بهدوء , ولو ماستجابش يبقى خلاص مافيش عليك حرج , بس متعملش الفعل ده معاه , وإفتكر إن الله هيحاسبك لو إنت شفت منكر وماتكلمتش وانت قادر على كدة , وطالما قلت ونصحت فأنت عملت إللى عليك , بس متضغطش بعد كدة علشان الأمر مينقلبش لضده , وهو ينفر من الشىء الطيب إللى أنت دعوته ليه .
كتير من أخطاء التربية و بتحصل نتيجة إن الاباء مبيربوش أبنائهم وبيحطوهم لما يكبروا فى أماكن آمنة تشغلهم بحاجة علشان ميزعجهومش , والأشياء إللى بتشغل الأبناء هى إما التلفزيون أو الكمبيوتر أو الشارع , أما التلفزيون فمشكلته فى رأيي مش فى برامج الأطفال لإنها فى الوقت الحالى بتعلم الأولاد اللغة العربية الفصحى حتى قبل وصولهم لمرحلة دخول المدارس , الأمر إللى يخليهم إن يكون عندهم قابلية رائعة على فهم آيات القرآن بسهولة وتحديد المعانى المبهمة والعمل على فهمها بشكل محدد , بدل من الفترة إللى عشناها لما كنا صغيرين وكان القرآن النسبالنا طلاسم , لإن التلفزيون كان بيتحفنا بماما نجوى وبابا ماجد والكلام إللى مبيأكلش عيش ده , نيجى لمشكلة التلفزيون إللى بتكمن فى إن لكبار بيحرصوا على إنهم يشوفوا المسلسلات والأفلام , وكلها من غير استثناء مصــــــــيبة تربوية , ورؤية الأبناء للآباء وهم بيشوفوا الحاجات دى , بترسخ جواهم إن ده هو التطور الطبيعى ليهم , وطالما إن الآباء بيشوفوا الأفعال إللى بتحصل فى القنوات دى , يبقى ده معناه إنهم موافقين عليها وإلا ليه بيشوفوها بإستمتاع؟ , وبصراحة الأبناء عندهم كل الحق , لأنهم مبيجيش فى بالهم إنكم بتشوفوا التلفزيون علشان الشجب والتنديد .
فكرة إجبار الطفل على الصلاة وحفظ القرآن من غير فهمه للسبب إللى بيعمل كدة علشانه ,والضغط عليه لما يكون فى حالة ظهور عدم إرتياحه لكدة لسبب أو لآخر , لازم يتمنع فوراً , وتبدأو تدوروا عن وسيلة أفضل وامتع للوصول لنفس الهدف ده , لأنه مش فى مصلحة التربية الدينية , إن الدين يرتبط بشىء الطفل بيعتقد إنه تعذيب , ويقعد يستنى اليوم إللى يقدر فيه إنه يتحرر منه ويخرج للنور .
أكبر غلط يا جماعة .
واسباب عدم أرتياح الطفل للضغط ده , غالباً مبيمتش بصلة للصلاة أو القرآن , ولكن:
- أسلوب سىء فى التحفيظ وعدم قبوله للشخص المحفظ.
- وجود مضايقات فى المكان .
- إستخدام المحفظ لاسلوب الزجر أو الضرب .
- مبيروحش يصلى لإن فيه مضايقات ليه فى المسجد كطفل صغير من بعض الناس البالغين .
وعلشان الأسباب دى , لازم نتوقف فوراً وندور على حل بديل , فإرتباط الدين بالممارسات دى بيبرر تماما أزاى إن الطفل يتربى وهو كاره دينه من أسرة متدينة .
إتكلمنا فى الموضوع ده عن تعليم الطفل :
1- كيفية الأمان , وقلنا أن يستقى الأمان من الله .
2- إزاى يتعلم إنه يطلب إحتياجاته من الله قبل والديه .
3- إزاى يعى مكائد الشيطان .4 - إزاى يعى نعمة الله ويشكرها وميجحدش بيها .5 - إزاى نعلمه عمل الخير.
6- طلب الجزاء من الله.
7- التحذير من التلفزيون بإللى بيبثه من سموم.
8- عدم ربط أى شىء ليه علاقة بالدين بممارسات تعذيبية للطفل , أو حاجة زى كدة من وجهة نظرة , مش من وجهة نظر الآباء.
كفاية الأجيال إللى ضاعت بقى , خلينا نلحق إللى جاى
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
موضوع: كيف تربى ابنك تربية دينية صحيحة ؟؟ 
2008-04-17, 6:40 pm
