بحث حول معاملة الحيوان في الدولة الإسلامية والدول الغربية

عضو عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 26/11/2007

يتهمنا الغرب دائما بإساءة معاملة الحيوانات و أننا دولة همجية و أن ديننا يدعو إلي العنف في كل شيء لذلك فان هذه الدراسة توضح موقف الإسلام من الحيوانات و ذلك لنبين إن ديننا هو دين الرحمة للحيوان قبل الإنسان

إن أول ما تعلمناه في الحضارة الإسلامية في مجال الرفق بالحيوان الحيوان يحس و يشعر تماما كالإنسان(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم)

و لكن لو نظرنا إلي تاريخ الغرب خاصة في العصور الوسطي أو المظلمة كما يطلق عليها لوجدنا مفارقات مضحكة

فلقد حدثت في بلدة اوتون الفرنسية في القرن الخامس عشر محاكمة من أطرف المحاكمات في تاريخ الإنسانية و هي محاكمة فئران البلدة!!!!

نعم يا سادة انتم لم تخطأون القراءة فقد تم اتهام هذه الفئران بالتجمهر في الشوارع بشكل مزعج مقلق للراحة و تقدم للدفاع عن الفئران محام شهير يدعى شاسانيه و طلب التأجيل لحضور الفئران حيث يوجد بها المريض و الرضيع إلي أخره و لو منحت فرصة التأجيل فإنها ستحضر فوافقت المحكمة( الموقرة) على ذلك و لما جاء ميعاد الجلسة التالية قال المحامي إن الفئران تود الحضور و لكنها تخشى من القطط فأجاب رئيس المحكمة أن من واجب المحكمة تامين المتهمين فأمر بحبس القطط و الكلاب في كامل البلدة لتامين الفئران و لكن أهل القرية رفضوا ذلك فاضطرت المحكمة أن تقضي ببراءة الفئران لأنها حرمت وسيلة الدفاع و قد نال المحامي المذكور شهرة واسعة بسبب هذا الموضوع

و هناك قضية أخرى عجيبة في القرن الخامس عشر أيضا فقد رفع أصحاب مزارع العنب في مقاطعة سان جوليان دعوى على حشرات السوس بتهمة أنها أتلفت كرومهم و قضت على أشجارهم و صناعتهم و تجارتهم و قد دافع عن الحشرات اثنين من كبار المحامين و استمرت الدعوى أربعين عاما إلي أن سأم أصحاب المزارع

و من القضايا العجيبة أيضا كانت محاكمة الديك الذي باض!!!!!!!

ولا تسألني كيف باض الديك و لكن رفعت الدعوى بالفعل على ديك في مدينة بال بسويسرا عام 1474 لأنه باض و ذلك في عرف الأوربيين جريمة شنيعة إذ كان من المعروف لديهم إن بيضة الديك يستخدمها السحرة في الأعمال الشيطانية و قدم الديك للمحاكمة و دافع عنه محاميه بقوله (كيف يكون الديك مسئولا عن واقعة لا حيلة له فيها ؟

و لكن المحكمة صمت آذانها و لم تأخذ بنظريته بل أصدرت حكمها بإعدام الديك ليكون عبرة لغيره من الديوك!!!!!!!!!!!!

و عند قدماء الفرس كانت اغرب محاكمات الحيوان حيث كانوا يعاقبون الكلب المصاب بمرض الكلب إذا عض خروفا فقتله أو إنسانا فجرحه تقطع أذنه اليمنى و إن كررها قطعت أذنه اليسرى و في الثالثة تقطع ساقه اليمنى و في الرابعة ساقه اليسرى و في الخامسة يستأصل ذنبه!!!!!!!

و في شرائع قدماء اليونان كانت عندهم محكمة خاصة للحيوانات و الجمادات المتسببة في هلاك الإنسان و كان يطلق على هذه المحكمة (البريتانيون) و هو اسم المكان الذي كانت تعقد فيه جلسات المحاكمة و من نصوص هذه المحاكمات انه إذا قتل حيوان إنسانا كان لأسرة القتيل الحق في إقامة دعوى على الحيوان أمام القضاء و يختار أولياء الدم القضاة من المزارعين و في حالة ثبوت الجريمة يجب قتل الحيوان قصاصا و إلقاء جثته خارج البلاد و يستثنى من ذلك القتل الناشيء عن مبارزة بين الإنسان و الحيوان في مسرح الألعاب العمومية فان هذا لا يترتب عليه شيء و إذا سقط جماد على إنسان فقتله اختار اقرب الناس إلي القتيل قاضيا من جيرانه ليحكم على الجماد أن ينبذ خارج الحدود و لم تكن مسئولية الحيوان عندهم قاصرة على القتل بل هو مسئول في الجنايات التي دون القتل فإذا عض كلب إنسانا وجب على صاحب الكلب أن يسلم كلبه للمجني عليه مكمما مشدود الوثاق ليعذبه أو يقتله كما يشاء

و على العكس من ذلك تماما نجد حضارتنا الإسلامية قد اهتمت بالحيوان اهتماما جما و مضت في تشريع الرحمة للحيوان فتحرم المكث طويلا على ظهره و هو واقف فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( لا تتخذوا ظهور دوابكم كراسي ) و قد دخل صلى الله عليه و سلم بستانا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى الجمل النبي صلى الله عليه و سلم حن و ذرفت عيناه فأتاه صلى الله عليه و سلم فمسح دموعه ثم قال( من صاحب هذا الجمل ؟) فقال صاحبه :أنا يا رسول الله فقال صلى الله عليه و سلم :أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فانه شكا لي انك تجيعه و تدئبه

و قد جاء بنص الأحاديث النبوية الشريفة أن رجلا دخل الجنة لأنه نزل البئر ليسقي كلبا يلهث من العطش و قال عليه الصلاة و السلام لكل كبد رطبة اجر

و جاء أيضا أن امرأة عاهرة دخلت الجنة لأنها أطعمت كلبا في حين دخلت امرأة أخرى النار بسبب قطة إذ هي حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشاش الأرض حتى ماتت

و النبي صلى الله عليه و سلم كان دائم التأكيد على الرفق بالحيوان على حين نجد في الإنجيل سفر يوشع ما يلي : (وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف) و أيضا (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا. ) و أيضا (وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم )

و قد نجد أن الحال قد اختلف الآن حيث يدعي الأوربيين أنهم هم أصحاب أفكار الرفق بالحيوان فيدخلونهم النوادي و يقيمون لهم دور الرعاية و يتناسوا آلاف البشر ممن يحتاجون و لو قدرا ضئيلا من هذه الرعاية و يتهمون حضارتنا الإسلامية الجليلة بالهمجية و الإرهاب فيا لسخرية القدر نحن من علمنا العالم الحضارة نتهم بالهمجية فسبحان الله

كل ما أردته بهذا البحث المتواضع أن أوضح من هي الحضارة الحقة الرائدة حتى في الرفق بالحيوان و ذلك ببساطة لأنه كلام الله الرءوف الرحيم و رسوله الكريم عبرة لأولي الألباب و الذين يبصرون

ما أعجبنى حقا فى الموضوع ليس طرحة بل طريقه تناوله فهناك بلاغه فى التعبير سلاسه فى الطرح ,وتوصيل رائع للمعلومة مما يجعلها تستقر فى الاذهان وفعلا بحث رائع وحيا الله أهل لااله الا الله الذين أخرجوا لنا كاتبا مثلك وفى أنتظار أبحاثك القادمة أخى ومع انى حزنت جدا على حبس القطط والكلاب

بارك الله فيك اخ تيم وجعله في ميزان حسناتك يارب- بحث رائع ونحن في انتظار المزيد من الابحاث Smile

عضو عدد الرسائل : 4 تاريخ التسجيل : 09/12/2007

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ومشكور على موضوعك الطيب
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الله المستعان

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

جزاكم الله خيرا اخى تيم على الموضوع الجميل

و قد تم نقله لهذا القسم و نسئل الله ان يكون فى ميزان حسناتك يوم القيامة

و اكرم الله اهل لا اله الا الله