تشبيه الأقانيم بالشعاع والشمس , وبطلانها عقلاً ونقلاً

بســـــــــــم الله الرحـــــــــمن الرحـــــــــيم

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

حيا الله الأخوة الأفاضل , و الأخوات الفضليات , وضيوفنا الباحثين عن الحق من النصارى ..

بيحاول المسيحيين , إنهم يلاقوا تبرير لمعتقدهم الفاسد , أو بمعنى آخر بيحاولوا إنهم يخلوا التثليث مقبول عند العامة عن طريق ضرب الأمثلة .

فمرة بشبهوا الخالق تبارك وتعالى بالشمس , ومرة يشبهوا الخالق جل جلاله بلإنسان المركب من دم وروح وجسد وكدة ..

ضاربين بكلام الكتاب المقدس عرض الحائط , مثل قول الرب فى سفر أشعياء ( 46 : 5 )بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُعَادِلُونَنِي وَتُقَارِنُونَنِي حَتَّى نَكُونَ مُتَمَاثِلَيْنِ ؟ )) , وقوله برضه فى سفر إرميا ( 10 :6 ) (( أَنْتَ لاَ نَظِيرَ لَكَ يَارَبُّ. عَظِيمٌ أَنْتَ، وَاسْمُكَ عَظِيمٌ فِي الْجَبَرُوتِ.))

وبرضه بتشبيهاتهم دى مافيش فيها حاجة واحدة ممكن تكون مطابقة للتثليث , لأن كل المخلوقات إللى عايزين يشبهوا التثليث بيها , إما يكون ليها ذات واحدة , أو ليها أجزاء وأبعاد , أو صفات وآثار , بخلاف التثليث اللى هو ثلاثة متميزيين حقيقيين ذو أعمال وأدوار مختلفة واضحة جداً , إلا إنهم فى نفس الوقت واحد حقيقى .

فلما ييجوا يشبهوا الأقانيم الثلاثة بالشمس إللى بتتكون من ثلاث عناصر ( الجرم - الشعاع - الحرارة ) والكل شمس واحدة !

فنقولهم :

التمثيل بين الشمس والتثليث مش صحيح , لأن الحرارة والشعاع مش مستقلين عن الجرم , بخلاف الأقانيم , فهما ذوات مستقلة.

وبعدين نقول : إن الشمس واحدة , بس ليها إستدارتها وحرارتها وإضاتها و كثافتها ... إلخ , ودى صفات ليها , وأعراض لذاتها , والصفة متتسماش لا إبن ولا خال ولا عم.

ونقدر نقول إن ضوء الشمس مش هو الشمس , زى ما حرارة الشمس مش هى الشمس .

وبعدين الشمس دى قرص أو كتلة , والله سبحانه وتعالى مش كتلة أو شىء من هذا القبيل , والشمس احنا بنشوفها فى السماء , والله سبحانه وتعالى مبنشوفهوش , فإزاى يكون التمثيل بين الشمس والتثليث صحيح؟

ضيفوا لكدة إخوانى وأخواتى ويا ضيوفنا الباحثين عن الحق , إن الشمس كتلة مركبة ومحدودة , والله مش مُركَب ولا محدود .

واالناس الى دارسة كيمياء , أكيد عارفين إن الشمس بتتركب من عنصر الهيدروجين وعنصر الهيليوم , وغيرها من عناصر قليلة متبخرة , فهل الله تبارك وتعالى مُركَب؟؟

ومعروف إن الله مبيتجزأش , وشعاع الشمس بيتجزأ , وممكن إن بعضه يزول والبعض التانى يبقى , فلو إتحط على مطرح الشعاع حاجة , فالشعاع بيتجزأ , والشعاع الفوقانى إللى كان بينهم بيبقى فاصل بين الشعاعين السفليين.

وبيبين كدة, إن الشعاع قائم بلأرض والهواء , وكل منهم متجزىء ومتبعض , واللى بيقوم بالمتبعض فهو متبعض , فالحال بيتبع المحل , وده بيستلزم التجزء والتبعض إللى قام بيه .

سعيد بن البطريق بيقول : " إن اتحاد الأب والابن مثل ما أن شعاع الشمس المولود من عين الشمس الذي يملأ ضوءه ما بين السماء والأرض نوراً ، وفي بيت من البيوت يكون فيه ضياء بنوره من غير مفارقة لعين الشمس التي تولد منها حقاً ، لأنه لم ينقطع من العين ولا من الضوء ، كذلك سكن الله في الناسوت من غير أن يفارقه الأب ، فهو مع الناسوت ، وهو مع الأب ، وهو مع الروح القدس حقا , فيقال : هذا التمثيل لو قدر أنه صحيح ، فإنما يشبه من بعض الوجوه قول من يقول : إنه بذاته في كل مكان ، كشعاع الشمس الذي يظهر في الهواء والأرض . وأما المسيحيين فإنهم يخصونه بناسوت المسيح دون سائر النواسيت . ثم ان ضوء الشمس إنما يكون في الهواء وسطوح الأرض ، لا يكون تحت السقوف والغيران وباطن الأرض . . . "

ولما ييجوا يشبهوا الثالوث بلإنسان المتكون من دم وروح وجسد , فبنقولهم إن دى مكونات الأنسان , ومبيستقلش واحد منهم بذاته , زى ما الدم مش هو الروح , والروح مش هى الجسد , والجسد مش هو الروح , بخلاف التثليث إللى بيقولوا فيه إن كل هو واحد من الثلاثة هم الاخرين , يعنى الإبن هو الأب والأب هو الإبن وكدة .

وبعدين الإنسان ليه سمع وبصر , ورغبة وشهوة , وعقل وصفات كثيرة متعددة , بتشكل فى النهاية حاجة واحدة إللى هو الأنسان .

كدة بتشوفوا أخوانى وخواتى وضيوفنا الكرام , إن دعاة الثالوث علشان يقنعوا الناس بثالوثهم , فبدل ما يصفوا الخالق بالكمال , إللى بتصفه بيه الأديان السماوية الحقة , بنلاقيهم بيشبهوه بواحد من مخلوقاته الضعيفة وهو اإنسان .

القس فايز فارس بيعترف وبيرفض كل التأويلات والتشبيهات إللى بيقولها بعض المسيحيين , وبيقر ببطلانها فبيقول : (( حاول البعض أن يقربوا إلي الاذهان فكرة الثالوث مع الوحدانية باستخدام تشبيهات بشرية فقالوا على سبيل المثال : إننا نتحدث عن الشمس فنصف قرص الشمس البعيد عنا بأنه ( شمس ) ونصف نور الشمس الذي يدخل إلي بيوتنا بأنه ( شمس ) ونصف حرارة الشمس التي تدفئنا بأنها ( شمس ) ومع ذلك فالشمس واحدة لا تتجزأ وهذا عند الشارحين يماثل الأب الذي لم يره أحد قط والابن الذي هو النور الذي أرسله الأب إلي العالم ، والروح القدس الذي يلهب حياتنا ويدفئنا بحياة جديدة . وقال آخرون : إن الثالوث يشبه الإنسان المركب من جسد ونفس وروح ومع ذلك فهو واحد ، والشجرة وهي ذات أصل وساق وزهر . على أن كل هذه الأمثلة لا يمكن أن تفي بالغرض بل إنها أحياناً تعطي صورة خاطئة عن حقيقة اللاهوت . فالتشبيه الأول الخاص بالشمس لايعبر عن الثالوث لأن النور والحرارة ليست شخصيات متميزة عن الشمس ، والإنسان وإن صح أنه مركب من نفس وجسد وروح لأن الرأي الأغلب هو أنه من نفس وجسد فقط وتشمل النفس الإنسانية ما يطلق عليه الروح وعلى افتراض أنه ثلاثي التركيب فإن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر . وفي المثال الثالث فإن الأصل والساق والزهر هي ثلاثة أجزاء لشيء واحـد ))

وبعدين بيقول وهو معترف بالواقع الأليم لعقيدة التثليث : (( والواقع أنه لا يوجد تشبيه بشري يمكن أن يعبر عن حقيقة الثالوث لأنه ليس لله تعالى مثيل مطلقاً في الكون )) ( من كتابه حقائق اساسية في الايمان المسيحي صفحة 52 )

والدكتور حليم حسب الله وهو شخص مسيحى بيقول : ولا يجوز تشبيه الله في أقانيمه بأية تشبيهات بالمرة كالشمس وغيرها لأنها كلها محدودة ومركبة, وهو بنفسه يقول (( بمن تشبهون الله, وأي شبه تعادلون به )) وأيضا يقول (( فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس )) (إشعياء 18:40, 25).

والقس توفيق جيد بيقول : (( إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه )) من كتابة سر الأزل صفحة 39

وإحنا بنقول : كفاية إن ده دليل على فساد العقيدة دى , وتفاهتها وبطلانها وعدم فهم أصحابها ومعتنقيها ليها .

ولو كانت أول المسيحية فوق العقل , وإنها متعقدة التعقيد ده , فإزاى ممكن للمسيحيين
إنهم يحاربوا الوثنية البسيطة , فالوثنى إللى بيعتقد إن الحجر هو الله لأنه بينفعه وبيضره , هيصعب عليه يسيب دينه لو إتقاله , إن الله دخل فى رحم إمرأة وخرج من فرجها فى صورة طفل ... لغاية ما اتعلق على الصليب إللى مبيتعلقش عليه إلا الملعون..

أكيد الوثنى ده هيفضل دينه , لإن دينه لا يمكن للمعتنق بتاعه أن يدرك أصوله المتعلقة بالإله , لأنها فوق العقل من جهة , ونقص بالإله من جهة تانية . ده مافهوش اى تحميل للوثنى على إنه يسيب دينه السهل البسيط . إللى مافهوش فيه التعقيد ده .

وإعلموا أخوانى وأخواتى وضيوفنا الباحثين عن الحق :

إن معظم المسيحيين خلوا الفلسفة دين , وبنوا عليها نظرياتهم وسموها بالنظريات اللهوتية , وده فيما ما يخص التثليث , وهى نظريات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ذلك لأنهم يقولون على الله ما لا يعلمون - رجماً بالغيب - مع إن الفلسفة علمتنا : (( أن الذات التي تخرج عنها ذات أخرى لتعيش معها وتصبح كفواً وشريكاً لها لا يمكن أن تكون في درجة الكمال )) .

وانتوا عارفين إن الأنسان العاقل , مياخدش عقيدته إللى بيتوقف عليها مصيره فى النهاية , إلا من النصوص الشرعية الصحيحة , فالأعتقاد السليم لازم يتاخد من الوحى الإلهى , مش من الفلسفات والنظريات التى ما أنزل الله بها من سلطان , والمسيح عليه السلام , مقالش فى يوم من الأيام أبداً إن الله مثلث الأقانيم , منطقش فى يوم أبداً بكلمة أقنوم , بس قال : (( ما جئت لأنقض الناموس أو الانبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل )) متى 5 : 17 , فالمسيح عليه الصلاة والسلام جه مكمل لشريعة موسى عليه الصلاة والسلام , وشريعة موسى جت بالتوحيد ومعرفتش التثليث أبدا ً.

أشهد أن لا إله إلا الله الكامل القادر المتعالى على ما يقولون هؤلاء القوم .