بســـــــــــم الله الرحـــــــمن الرحــــــــــيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
حيا الله إخوانى وأخواتى , ومرحباً بضيوفنا الباحثين عن الحق ,,
الشبهة :
فيه إللى بيكتفى بالقرآن الكريم , وبيشككوا فى صحة الأحاديث , وبيظهروا التناقضات بينها , وبيذكروا دايماً الحديث إللى بينص على عدم زيارة المرأة للقبور , والحديث إللى بيقول ( فيما معناه ) إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل , والآن أسمح لكم بزيارة القبور ... فبيشيروا بكدة بأنه تناقض ... وبيستدلوا على كدة بإن الأمة فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان , أو إن الأحاديث دى إتحرفت عن معانيها الصحيحة... ( إنتهى ).
الرد على الشبهة :
فى بداية الجواب على شبهة الناس إللى بتشكك فى الأحاديث النبوية ,, بنببه على مستوى جهل كل إللى بيثيروا الشبهات إللى زى دى حول الحديث النبوى الشريف , ده لأن التدرج والتطور فى التشريع إلى بيمثله حديث النهى عن زيارة القبور وبعدين إباحتها , التدرج ده والتطور فى التشريع ... مالوش إى علاقة بالتناقض بإى وجه من الوجوه , أو إى حال من الأحوال .
وبعدين التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية , والقول بوجود تناقضات بين الأحاديث دى , أو بينها وبين آيات قرآنية , وكمان التشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية , والدعوة لإهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم , الدعوة دى قديمة وجديدة , بل ومتجددة , ومتحذر منها , فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه, وحذر من إنكار سنته , ومن الخروج عليها .
واحنا بإزاء هذه الشبهة بنلاقى نوعين من الغلو :
1- ناس بتهدر كل السنة النبوية , وبتكتفى بالقرآن الكريم , ويرى إن الإسلام هو القرآن وحده.
2- ناس بتشوف إن فى كل المرويات المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , سنة نبوية , ويكفر المتوقف فيها , من غير فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى المرويات دى , ومن غير تمميز بين التوقف إزاء الراوى , وبين إنكار ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
وبين الغلوين دول , بيقف علماء السنة النبوية , إللى وضعوا علوم الضبط للرواية , وحددوا مستويات المرويات , بناءً على الثقة فى الرواة , وماكتفوش - فى فرز المرويات - فى علم " الرواية " والجرح والتعديل للرجال - الرواة - إنما إشترطوا سلامة " الدراية " برضه للمرويات دى , إللى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى الرسول صلى الله عليه وسلم.
بمعنى إن علماء السنة دول إشترطوا " نقد المتن والنص المضمون " بعد ما إشترطوا " نقد الرواية والرواة " , وده علشان المتن والمضمون يبقى سليم من " الشذوذ والعلة القادحة " , فميكونش فيه تعارض مع حديث هو أقوى منه سنداً , وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام , ومن باب أولى إن ميكونش الأثر المروى , متناقض تناقض حقيقى مع مُحكم القرآن الكريم.
ولو طبقنا المنهج العملى المحكم ده , إللى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث , مكانتش بقت المشكلة القديمة المتجددة دى موجودة , لكن المشكلة , إللى هى مشكلة الغلو , بأنواعه ودرجاته , بتيجى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد المنهج ده , إللى ابدعته الأمة الإسلامية , وإللى سبقت بيه حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات " .. والغفلة دى بتتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس , وبرضه فى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات , زى مثلاً كأن يُطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من إختصاص النصوص قطعية الثبوت , أو تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة , إللى مافيش فى متونها ومضامينها أى نوع من " الشذوذ والعلة القادحة ".
وفى برضه آفة من إللى مبيميزوش بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ( وهم بشر غير معصومين , واختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون فيهم ) وبين التوقف إزاء " السنة " إللى مثبوتة صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم , فالعلماء المتخصصين ( مش الهواة أو المتطفلين ) وقفوا إزاء " الرواية والرواة " شىء , والتوقف إزاء " السنة " ( إللى متونها صحيحة وسليمة من الشذوذ والعلة القادحة ) شىء تانى .... والأول حق من حقوق علماء هذا الفن , اما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم , والعياذ بالله .
أما بقى الناس إللى بتقول , أحنا مالناش دعوة بالسنة النبوية , وبنكتفى بالبلاغ القرآنى إللى مفرطش فى حاجة , فاحنا بنقولهم إللى قاله الأقدمون من أسلافنا , إلى , الأقدمون من أسلافهم :
السنة النبوية , هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى , وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية , إللى أشارت لفرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام .. والتطبيق العملى ده , هو إللى حول القرآن إلى حياة معيشة , ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة , بمعنى إن إللى " أقام الدين " هو إللى ابتدى بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم, للبلاغ القرآنى , والموضوع ده مش تطوع أو مزايدة من الرسول صلى الله عليه وسلم - لا - إنما ده كان قيام بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم ..... ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) ( النحل : 44 ) , فالتطبيقات النبوية للقرآن , إللى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصل , هى ضرورة قرآنية ومش تزيد عن القرآن الكريم , دى مقتضيات قرآنية , إقتضاها القرآن الكريم , ولا يمكن إن احنا نستغنى عنها بالقرآن ... وتأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم , والقيام بفريضة طاعته , إللى نص عليها القرآن الكريم : ( قل أطيعوا الله والرسول ) ( آل عمران : 32 ) ..... ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ( النساء : 59 ) ....... ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ( النساء : 80 ) ...... ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) ( آل عمران : 31 ) ..... ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) ( الفتح : 10 ) ,,, وطاعة ليه , ده كان تطبيق الأمة فى جيل الصحابة ومن بعده للعبادات والمعاملات دى , فالسنة النبوية إللى ابتدى تدوينها فى العهد النبوى , وإللى اكتملت تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم , ليست إلا التدوين للتطبيقات إللى جسدت البلاغ القرآنى ديناً ودنيا , فى العبادات والمعاملات.
فالقرآن الكريم هو إللى تطلب السنة النبوية , وليست هى بلأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم .
أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الآلهى ( القرآن ) وبين التطبيق النبوى للبلاغ الآلهى ده ( السنة النبوية ) .. فهو شبيه جداً بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون " فالدستور زى ما احنا كلنا عارفين هو مصدر ومرجع القانون , والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور , ومافيش حجة ولا دستورية لقانون بيخالف أو يناقض الدستور , ولا غناء ولا إكتفاء بالدستور عن القانون ..
اخوانى واخواتى وضيوفنا الباحثين عن الحق ... الرسول صلى الله عليه وسلم مكانش مبلغ بس , ده مبلغ , ومبين للبلاغ , و مطبق ليه , ومقيم للدين , والقرآن إتحول على إيديه لحياة عملية , يعنى سنة وطريقة بيحيا بيها المسلمين .
ولو كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة ليوم الدين , فالفريضة دى أول من أقامها , حامل البلاغ ومنجز البيان ومقيم الإسلام , أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .
وإللى بيتصور إن محمد صلى الله عليه وسلم , هو مبلغ فقط , فهو غلطان وبيحط الرسول صلى الله عليه وسلم فى صورة أقل من إللى يستحقها , لما ينكروا عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى , بينما هم الى بيمارسوا القيام بالبيان ده والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم , و ده " مذهب " بيستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين