صحيح إن الصوم بيقلل من حركة الإنتاج؟

هناك افتراء يلقيه البعض من الغير المسلمين وهو طعنهم فى الصوم والتأويل بأن الصوم يقلل من حركة إنتاج الأنسان .

1 - الصوم من العبادات إللى مانفردش بيها الإسلام لوحده . فالقرآن الكريم أخبرنا بإن الصوم كان مفروض برضه على الأمم إللى سبقتنا , فالقرآن بيقول : ( يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ( البقرة 183 ) , فى الكتاب المقدس هنلاقى نص من النصوص العديدة التى تتحدث عن الصوم ( متى 17 عدد 21 ) ( وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم ) . ولسة فيه برضه ديانات تانية بتعرف شريعة الصوم حتى يومنا هذا , بس فيه فرق واضح بين الصوم فى الإسلام والصوم فى غيره من الديانات , وبيتمثل الفرق ده بإن الصوم فى الإسلام بييجى فى شهر معين من السنة الهجرية وهو شهر ( رمضان ) , وصيام كل يوم فى الشهر ده بيبتدى من طلوع الفجر لغاية غروب الشمس , وده معناه ان المسلم بيقضى نهاره كله فى الشغل او فى المدرسة او فى الجامعة او فى اى حتة تانية وهو صايم , ويمكن ده هو السبب الى مخلى بعض الناس تتوهم إن الصوم الإسلامى بالطريقة دى بيقلل حركة الإنتاج عند الإنسان وبالتالى عند المجتمع .

2 - الصوم فى حقيقة الأمر برىء من التهمة دى . فالصوم المفروض إنه بيعمل على تصفية النفوس والتسامى بالأرواح , وده من شأنه إنه يمد الفرد بطاقة روحية تخليه قادر على الأنتاج والعمل أكتر من وهو مش صايم , والطاقة الروحية دى قوة ميستاهنش بيها , فالمسلمون حاربوا فى غزوة بدر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وهم صايمين وانتصروا , والجنود المصريين حاربوا سنة 1973 وهم صايمين وانتصروا برضه , والصوم مقللش من نشاطهم , لا بالعكس ده زاد من قدرتهم .

3-وبعدين إللى بنشوفه فى بعض البلدان الإسلامية من قلة الإنتاج فى شهر الصوم , بيرجع لأسباب تانية غير الصوم , ففى ناس كتير أوى متعودين فى شهر رمضان إنهم يفضلوا سهرانين معظم الليل , ومياخدوش وقتهم فى النوم , فنظراً لكدة بنلاقيهم تعبانين فى النهار , ومن هنا بيقل إنتاجهم وبيشتغلوا ببطء وتثاقل , وبيتحججوا بإنهم صايمين , وممكن يكون إعتذارهم ده أو حجتهم دى فى أول النهار , فلو كان للصوم أى تأثير على النشاط بتاعهم , مكانش هيبقى فى أول النهار بل فى الفترة المتأخرة منه .

4 - الأدلة العلمية أثبتت إن للصوم فوائد كثيرة صحية وروحية وإجتماعية وتربوية , فالمفروض إنه فرصة سنوية للمراجعة والتأمل والتقييم والنقد الذاتى على المستويين الفردى والأجتماعى , بهدف إنه يقضى على السلبيات , وبرضه الصوم سبب فى التخلص من الكثير من الأمراض الاجتماعية والصحية , وده من شأنه إنه يدفع حركة المجتمع بخطوات أكثر , وبإخلاص أكثر وبوعى أكثر .

فلا أملك أن اقول إلا : الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة